السبت، 4 أكتوبر 2008

تأملات في أسرار السعادة

السعادة الطبقية :
إن من دواعي التفكير فكرة رغبة الإنسان في أن يتواجد مع من يشبهونه أو بمعنى أخر من هم في مستواه العقلي و العاطفي و الروحي ذلك النوع من التشابه الذي يكون ما يمكن أن يوصف بالتفاهم التام في إنشاء حياه جديدة
و إن التعاسة الحقيقية تنبع من وجودك مع من لا يفهم مشاعرك أو دوافعك و أفكارك و من هنا تنشئ جميع أنواع التعاسة الأخرى من اتجاه من يختلف عنك روحيا بالزيادة أو النقص سواء بسواء
و هذا النوع من السعادة الطبقية لهو على درجه من التقديس تجعل الله لا يحرم منه أحدا في الآخرة سواء في الجنة أو النار ، فكل مع طبقته و مع من يشبهونه روحيا و عاطفيا و عقليا 0
بل إن من حكمة الله تعالى ما يجعل هذه السعادة المقدسة تتحول إلى نعيم عند الأخيار و جحيم عند الأشرار0
تخيل مثلا عالم من الصدق في طبقة الصديقين في الجنة و عالم من الكذب في طبقة الكذابين في النار............ يا للهول
ولعل هذا هو سبب التطهير والارتقاء من النار, بأن يكره الكذاب صفة الكذب حينما يجدها حوله في كل شيء و في كل فعل أو قول أو تقرير و هكذا مي جميع الصفات الجهنمية وكذلك في الجنة عندما يخبر الصديقين جمال الصدق فانهم يستزيدون منه فيتقدمون روحيا و هكذا في جميع الصفات
الفردوسية
وكما قال ربنا في القرآن :
( نورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا)
و إتمام النور يستلزم الأبدية لأنه لا يتم أبدا وبذلك تكون السعادة أبدية

ليست هناك تعليقات: