السبت، 4 أكتوبر 2008

تنبؤات

لن نتحدث عن تنبؤات عن سياسية كما يحلو للعديد من المتنبئين و لكننا سنتحدث عن تصور يدور في ذهن المؤلف عن ماهية الحياة في عالم الغد ,أي يمكن القول بمزيد من التسامح أننا سنتحدث عن تنبؤات علمية
ووسيلتي في الحصول علي تلك التنبؤات ليس فتح الكوتشينة أو البلورة السحرية أو حتى كوب مياه صافي "كنوستراداموس"
ولكني أقول كما قال البارودي:
"ولست بعلام الغيوب و إنما أري بلحاظ الأمر ما هو واقع"
و لحاظ الأمر في حالتنا هذه هي وسيلة أثبتت جدواها ونجاحها المتعدد في هذا المجال من التنبؤات ,ألا وهي "اتجاهات الخيال العلمي"
فبمرور السنين ثبت أن الخيال العلمي يعتبر أكثر من مجرد خيال,ويستوي في ذلك الأفلام والروايات أو الخيال الخام الذي لم يتحول إلى أي من الاثنين بعد.
ويشهد علي ذلك روايات الخيال العلمي القديمة التي تحققت بالفعل الآن كواقع ملموس ابتداء من صنع الغواصة مرورا بغرق التيتانيك انتهاء بالسفر عبر الفضاء
ففي رأيي المتواضع , أنك إذا أردت معرفة ما هي المخترعات القادمة التي سيأخذ بها في المستقبل كرموز تميز العصر القادم ما عليك إلا أن تدقق النظر ,ويقوم بتحليل الاتجاه العام للخيال العلمي في الوقت الحاضر.
والناظر المحقق والمدقق المتأمل " كل منهما " يجد أن الخيال العلمي الآن يتجه وجهة معينة , , يلف ويدور حولها جميع من يكتبون في هذا المجال.
وكدراسة تحليلية نستطيع أن نقول أن هذه الوجهة هي موضوع تداخل الإنسان مع الآلة في كيان واحد .
ويقصد بالاله نوعين , نوع ميكانيكي "هاردوير" وكمثال عليه نورد "السايبورج" , ونوع برامجي "سوفت وير" وكمثال عليه نجد موضوع "الدخول في بيئات المحاكاة"
ففي السايبورج يتحد الإنسان فعليا مع الآلة بحيث يكون له أيد صناعية أو رجل صناعية وقد يصل الأمر إلى مفهوم النصف آلي و قد بدأ الإنسان بالفعل في هذا المجال من الاتحاد مع الأله منذ زمن ليس بالقريب و أعتقد أن هذا المجال سيظل مفتوحا ليأتي بأشكال من الاتحاد مع الاله لا يمكن لنا أن نتصورها الآن
هذه الأشكال الجديدة من الاتحاد قد تعيد للذهن مره أخري أفكار طمع الإنسان و رغبته في الحصول على الخلود من عهد الأساطير اليونانية
أما في مجال الدخول في بيئات المحاكاة فالأمر مختلف فبدلا من أن يتحد الإنسان ماديا مع الاله سنجده في هذه الحالة يتحد عقليا بالدخول فيما يسمى بالحلم الصناعي الذي قد يقتصر استخدامه على فرد واحد فيما يشبه مشاهدة فيلم يكون المتفرج عليه أحد أبطاله بالفعل0 أو حلم صناعي جماعي ولك أن تتخيل ما يمكن أن يعنيه هذا المصطلح
و كتقسيم أكثر دقه يمكننا أن نقول أن تكنولوجيا اتحاد البشر مع الاله ينقسم إلى قسمين رئيسين :
· تكنولوجيا قراءة النبضات العصبية ( الصادرة من الإنسان )
· تكنولوجيا إرسال النبضات العصبية (إلى الإنسان)
و تكنولوجيا قراءة النبضات العصبية ( الصادرة من الإنسان ) قد يكون لهل أكثر من صورة مثل تكنولوجيا الأطراف الصناعية ( السايبورج ) كما أسلفنا أو تكنولوجيا قراءة الأحلام و التخيلات و التي يمكن أن توحي بالرعب المنتظر في مجال التجسس إذ لن يكتفي المراقبون بمراقبة أفعالك فقد بل قد يصل الأمر إلى مراقبتك أثناء النوم و رصد أفكارك حين تولدها
أما تكنولوجيا إرسال النبضات العصبية ( إلى الإنسان )فقد يكون لها أكثر من شكل أيضا مثل تكنولوجيا الدخول في الأحلام (بيئات المحاكاة ) كما أسلفنا حيث تقوم الاله حينذاك بإرسال معطيات إلى المخ في شكل فيض من النبضات الكهربية تغني عن الحواس جميعها و يحولك إلى عالم من الأوهام
و هناك أيضا تكنولوجيا التعليم الإنزال (دون لود ) إذ يكفي وقتها أن تقوم بتوصيل بعض الأقطاب الكهربية برأسك قبل النوم ثم تستيقظ بعد ذلك لتجد أنه تم تحميل طرق المحادثة بسبع لغات حيه و غيره كثير، فقط أطلق لخيالك العنان
أو كما يقولون في لغة لا أتذكر ما هي (سبيكا فوكا )و تعني لك أن تتخيل !

ليست هناك تعليقات: